مرض السكر والصوم

مرض السكر والصوم:

ما هو موقف مريض السكر من الصوم؟

ينصح مريض السكر باستشارة الطبيب المعالج الذي لديه خبرة جيدة وإلمام في علاج المرض، وكذلك لديه معرفة بالأحكام الشرعية للموضوع.

تعتمد مقدرة مريض السكر على الصيام على:

نوع مرض السكر - نوع العلاج - وجود مضاعفات أو أمراض مصاحبة.

ولكن بصورة عامة بالنسبة لمرضى السكر النوع الهش والذي تضطرب نسبة السكر لديهم بسرعة، وكذلك بالنسبة للمرضى المعرضين للإصابة بالحموضة الكيتونية فغالباً ما ينصحون بالامتناع عن الصيام.

أما مرضى السكر الذين يعتمدون في علاجهم على النظام الغذائي أو النظام الغذائي والأقراص فهؤلاء غالباً ما يكون الصيام مفيداً ومنصوحاً لهم.

أما مرضى السكر الذين يعتمدون في علاجهم على الإنسولين:

·       يعالج بجرعة واحدة (مرضى النوع الثاني) فيمكنه الصيام.

·       يعالج بجرعتين (النوع الأول أو الثاني)، يجب استشارة طبيب استشاري مسلم مختص لتحديد إمكانية الصيام، والفرصة أكبر لمرضى النوع الثاني في الصيام لضعف احتمال إصابتهم باختلال شديد في نسبة السكر يؤدي إلى ظهور الكيتون في البول.

·       يعالج بعدة جرعات من الإنسولين فلابد من التحول إلى جرعتين يومياً، أما إذا كانت هناك ضرورة لعدة جرعات من الإنسولين يومياً فلا يمكن الصوم، ويدخل في ذلك مرضى النوع الأول أو الثاني أو السيدات الحوامل، والذين يعالجون بطريقة علاج الإنسولين المكثف.

·       أما المرضى الذين يعانون من مضاعفات مرضى السكر المزمنة مثل الفشل الكلوي أو القصور الشديد في شرايين القلب فيسمح لهم بالصيام بعد استشارة المختصين.

 

ما هي المضاعفات التي من الممكن أن تحدث خلال فترة الصوم؟

1-    انخفاض سكر الدم:

تنخفض مستويات السكر (الجلوكوز) تحت (50 - 60 ملجم/دسل) أو (3,3 ملمول/لتر).

وتكون الأعراض على النحو التالي:

الرعشة أو الرجفة - جوع شديد مفاجئ - صداع حاد - دوخة مع تعب وإرهاق - عرق غزير - زغللة في البصر - خفقان في القلب (ضربات القلب متسارعة) - عدم القدرة على التركيز - تغير حاد في المزاج والسلوك - غيبوبة أو فقدان للوعي.

العلاج:

-       تناول من (2 – 5) حبات جلوكوز (يمكن شراؤها من الصيدلية).

-       تناول كأس من العصير المحلى مثل: برتقال، مشكل، تفاح.

-       تناول مقدار 2 ملعقة أكل من الزبيب.

-       تناول مقدار 2 ملعقة عسل.

-       تناول مقدار ملعقتين شاي من السكر مذابة في كوب ماء.

-       يتم بعدها تناول وجبة خفيفة.

2-   ارتفاع سكر الدم:

وتكون الأعراض كالتالي: بول متكرر - عطش شديد - شعور بالتعب والإعياء.

يجب في هذه الحالة قياس سكر الدم والكيتون في البول.

لابد من استشارة الطبيب المعالج في كلتا الحالتين.

ما هي الإرشادات الواجب اتباعها من قبل مريض السكر في شهر الصوم؟

أولاً: النظام الغذائي:

·       المحافظة على كمية ونوعية الطعام اليومية حسب المحدد من قبل أخصائي التغذية.

·       تقسيم كمية الطعام المحددة يوميا إلى وجبتين رئيسيتين هما الإفطار والسحور ووجبة ثالثة خفيفة بين الوجبتين.

·       يجب تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الإمساك فجراً.

·       عدم الإكثار في تناول المشروبات والمأكولات التي تحتوي على كمية كبيرة من السكريات البسيطة (سكر الطعام) أو الدهون المشبعة (الدهن الحيواني أو الدهون).

 

ثانياً: النشاط البدني والجسماني:

·       يمكن ممارسة النشاط اليومي كالمعتاد مع الحرص على أخذ قسط من الراحة بعد الظهر.

·       لا ينصح المرضى الذين يتناولون عقار الإنسولين أو أقراص السلفونايل يوريا بالقيام بمجهود بدني شاق في الساعات الأخيرة من الصيام خوفاً من انخفاض سكر الدم.

·       ينصح بعمل التحليل المنزلي لسكر الدم قبل أداء الصلوات المكثفة مثل صلاة القيام في المسجد:

-       نسبة السكر < 120 ملجم/دسل يتم تناول وجبة خفيفة قبل أداء الصلاة.

-       نسبة السكر > 240 ملجم (مريض من النوع الأول يقوم بقياس الكيتون في البول وفي حال وجوده ينصح باستشارة الطبيب المختص والذهاب إلى المستشفى).

-       نسبة السكر > 240 ملجم (مريض من النوع الثاني يقوم بأداء واجباته الدينية مع وجود فترة راحة بين الصلوات، الصلاة في مكان بارد، الصلاة في وضع الجلوس، تجنب الأماكن المزدحمة، اختيار مكان بالمسجد يسهل للمريض الخروج في حالة التعب).

·       ينصح بعمل التحليل المنزلي لسكر الدم قبل أداء العمرة:

-       يفضل أداء العمرة في أوقات الإفطار.

-       يجب الانتباه إلى عدم التعرض إلى الإصابات أثناء العمرة.

-       نسبة السكر < 120 ملجم/دسل يتم تناول وجبة خفيفة.

-       نسبة السكر > 240 ملجم ينصح عدم الذهاب للعمرة وتأجيلها لوقت لاحق.

-       ينصح مريض السكر بحمل حقيبة في حال خروجه بها: (إبرة جلوكاجون - جهاز السكر - حبات الجلوكوز - وجبة خفيفة - سوائل – كارت تعريفي بالمريض والمرض والإسعافات الأولية اللازمة - تقرير طبي عن حالته).

-       في حال قيام المريض بالطواف وشعر بأعراض انخفاض السكر يجب عليه التعامل مع هذه الأعراض (كما يتضح سابقاً) في حالة التحسن يقوم باستكمال السعي بدون إجهاد (باستخدام الكرسي المتحرك مثلاً) أما في حالة خلاف ذلك يجب عليه الذهاب لأقرب مركز صحي داخل الحرم لإثبات الحالة والتعامل معها.

-       في حال قيام المريض بالطواف وشعر بأعراض ارتفاع السكر يجب علية الذهاب لأقرب مركز صحي داخل الحرم لإثبات الحالة والتعامل معها.

ثالثاً: التحليل المنزلي لسكر الدم:

ينصح جميع مرضى السكر الصائمون بالقيام بالتحليل المنزلي؛ للتأكد من السيطرة على سكر الدم سواء أثناء ساعات الصوم أو أثناء الليل، ويجب القيام بالتحليل وفقاً لنوع وعدد جرعات العلاج المستخدمة، ولا يؤثر التحليل أثناء ساعات الصوم على الصيام بإذن الله.

أهداف التحليل المنزلي هي:

·       معرفة تأثير جرعات الدواء على سكر الدم.

·       معرفة تأثير الواجبات الغذائية على سكر الدم.

·       معرفة نسبة السكر بالدم في أوقات خاصة (قبل وبعد أداء العمرة، قبل السفر).

·       معرفة نسبة السكر عند الشعور بأعراض ارتفاع أو انخفاض السكر بالدم.

 

متى يجب التحليل المنزلي في أيام الصوم؟

يجب إجراء التحليل المنزلي قبل الوجبات الغذائية وبعدها بساعتين؛ حتى يمكن مقارنة نتائج التحليل مع النسب المطلوب تحقيقها للمريض من الطبيب، ويوضح الجدول التالي عدد مرات

التحليل المطلوبة وفقا لنوع العلاج المستخدم:

نوع العلاج

وقت التحليل المنزلي

النظام الغذائي

بعد الوجبات الغذائية

أقراص جلوكوفاج أو جلوكوباي

أقراص السلفونايل يوريا

جرعة واحدة

قبل السحور

جرعتين

قبل الإفطار والسحور

إنسولين سريع المفعول قبل وجبة الإفطار بالمغرب

قبل وجبة منتصف الليل

إنسولين سريع المفعول قبل وجبة منتصف الليل

قبل وجبة السحور

إنسولين سريع المفعول قبل السحور

منتصف النهار

إنسولين متوسط المفعول قبل وجبة الإفطار في المغرب

قبل السحور

إنسولين متوسط المفعول قبل وجبة منتصف الليل

منتصف النهار

إنسولين متوسط المفعول قبل وجبة السحور

عصراً أو قبل المغرب

 

لا تتردد إطلاقاً في الإفطار إذا:

·       شعرت بأعراض انخفاض نسبة السكر بالدم.

·       كانت نسبة السكر مرتفعة أكثر من (250 ملجم/دسل) وظهر الكيتون في البول خاصة لدى مرضى النوع الأول.

·       كانت نسبة السكر مرتفعة أكثر من (300 ملجم/دسل) مع التبول الشديد لدى مرضى النوع الثاني.

·       أصبت بمرض آخر عرضي مثل ارتفاع درجة الحرارة أو إسهال لأن نسبة السكر عادة ترتفع إذا أصبت بمثل هذه الأعراض.

رابعاً: النظام العلاجي:

أولاً: المرضى اللذين يعالجون بالنظام الغذائي فقط:

·       لا حاجة لإجراء أي تغير على النظام الغذائي.

·       لا يوجد احتمال لانخفاض سكر الدم دون المعدل الطبيعي أثناء الصيام.

ثانياً: المرضى الذين يعالجون بالأقراص الفموية:

1.      المرضى الذين يعالجون بعقار الميتفورمين (جلوكوفاج) أو عقار أكاربوز (جلوكوباي) ينطبق عليهم ما ذكر أعلاه عن المرضى الذين يعالجون بالنظام الغذائي فقط ولا حاجة لإجراء أي تغير على جرعة الدواء.

2.     المرضى الذين يعالجون بأقراص السلفونايل يوريا وتشمل عقار يوجلوكون، داياتاب، داونيل، دايامايكون، ميكرونيز، ميني داياب، أماريل، يجب عليهم إجراء التغير التالي:

·       تناول الجرعة الصباحية المعتادة قبل وجبة الإفطار في المغرب بربع ساعة.

·       تناول نصف الجرعة المسائية المعتادة قبل السحور بربع ساعة.

ثالثاً: المرضى اللذين يعالجون بعقار الإنسولين:

·       جرعة واحدة يوميا متوسطة المفعول:

-       تؤخذ قبل الإفطار في المغرب.

·       جرعتين يومياً (متوسط / سريع المفعول):

-       تناول الجرعة الصباحية المعتادة قبل الإفطار بالمغرب.

-       تناول نصف الجرعة المسائية المعتادة قبل السحور.

ملاحظة: ربما كان بإمكان مرضى السكر من النوع الثاني الاستغناء عن تناول جرعة السحور من الإنسولين أو استبدالها بالأقراص، ولا ينصح بذلك لمرضى النوع الأول حيث أن تناول جرعة واحدة من الإنسولين يومياً غير كافية بالنسبة لهم.

·       أربع جرعات يومياً:

لا بد من مراجعة الطبيب المختص.

-       المرضى المصابون بالنوع الثاني من مرض السكر الذين يعانون من السمنة، والذين يتبعون نظاماً غذائياً خاصاً كعلاج، يمكنهم الصوم بدون أي مشاكل لأن الصوم سيساعدهم على تخفيف الوزن وتخفيض مقاومة الجسم للإنسولين.

-       المرضى الذين يحتاجون إلى تناول حبوب عن طريق الفم لتخفيف نسبة السكر في الدم وذلك بالإضافة النظام الغذائي.

النوع الثاني: يتناول جرعة واحدة من الحبوب يومياً، ويمكنه الصيام وتناول الحبوب مع وجبة الإفطار، أما الجرعة الثانية فيأخذها مع وجبة السحور مع تقليل الجرعة إلى النصف بعد استشارة الطبيب؛ وذلك حتى لا تسبب هبوط السكر أثناء النهار.

المرضى المصابون بالنوع الأول من مرض السكر ويستخدمون الإنسولين كعلاج، في حالة استخدام جرعة واحدة من الإنسولين يومياً، يمكن للمريض الصوم وتناول جرعة الإنسولين عند وجبة الإفطار في المغرب، أما المرضى الذين يحتاجون إلى حقنتين من الإنسولين يومياً فيجب عليهم في حالة الصوم مناقشة الأمر مع طبيبهم المعالج قبل دخول شهر رمضان الكريم، مع ملاحظة إمكانية حدوث انخفاض (هبوط) شديد في مستوى السكر في الدم.

 

في حالة الصوم يجب على مريض السكر مراعاة الآتي:

·       المحافظة على كمية ونوعية الطعام اليومية كما حددتها أخصائية التغذية.

·       تقسيم كمية الطعام المحددة يومياً إلى وجبتين رئيسيتين هما الفطور والسحور ووجبة ثالثة خفيفة بين الوجبتين.

·       يجب تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الإمساك فجراً.

·       يمكن ممارسة النشاط اليومي كالمعتاد مع الحرص على أخذ قسط من الراحة بعد الظهر.

·       يمكن الإكثار من تناول الماء في وقت الإفطار لتعويض فترة الصيام.

·       في حالة حدوث هبوط / انخفاض في مستوى السكر في الدم يجب قطع الصيام فوراً وتناول مادة سكرية حتى لو كان قبل المغرب بفترة قصيرة.

 

قد يعجبك أيضا

article

إدارة سكر الأطفال

article

مريض السكر والسفر

article

أهمية الرعاية الصحية لمريضات السكر أثناء الحمل

article

كيف يقوم الأطفال المصابون بالسكر باستغلال مخاوف الأهل

article

ماذا يجب أن تفعل عند انخفاض نسبة السكر في دم تلميذك؟

السابق التالى

قم بالتحميل الأن لتسطيع التحكم فى مرض السكرى