السكر والمشاكل البولية لدى الرجال
السكر
والمشاكل البولية لدى الرجال
يعرف
معظم الناس أن مرض السكر مرتبط بصورة كبيرة بالمشاكل البولية، وذلك يرجع لأنه من
أول أعراضه زيادة عدد مرات التبول وزيادة كمية البول، وذلك لأنه يسبب زيادة نسبة الجلوكوز
في البول، وغيرها من المشاكل أو المضاعفات الأخرى التي قد تصيب الجهاز البولي،
وفيما يلي سنتعرف على تأثير مرض السكر على الكليتين ومجرى البول.
الكليتان
يعتبر
التخلص من المياه الزائدة في الجسم ومن المنتجات الثانوية الكيميائية الطبيعية
في حياتنا اليومية -بواسطة البول- أحد مهمات الكلية التي تقوم بذلك عبر تصفية الدم
بواسطة شبكة
دقيقة من
الأوردة الدموية الصغيرة التي تشبه تلك الموجود خلف العين.
وكما
في العين، يمكن للسكر أن يلحق ضرراً
بهذه الأوردة الدموية
بتجمع الجلوكوز داخل جدرانها، مما سيسمح للمواد الكيميائية وغيرها التي تبقى في الأحوال
الطبيعية في الدم، ويمكنها من الوصول
إلى البول، والأمر مشابه لما يحصل عندما تتسع ثقوب مصفاة الطعام، ما يسمح
لمكوناته الصلبة بالتسرب.
ويعتبر
البروتين إحدى المواد التي تظهر في البول عند تضرر مصفاة الكليتين، في حين أن بروتيناً
خاصاً يسمى بالزلال أو (ألبومين) يظهر في مرحلة مبكرة جداً من تضرر الكلية
بسبب السكر، ويسمى البول
الذي يوجد فيه الزلال بالبول الزلالي، ويمكن أن يُكتشف وجود هذا البروتين بكميات قليلة
في البول بواسطة فحص خاص.
وقد
يكون توفر هذه الفحوصات سبباً
لأن يطلب منك ربما عينة
بول في كل مرة تزور فيها عيادة السكر حيث تجري متابعة حالتك، حتى وإن كنت تخضع
بشكل طبيعي لفحوصات الدم الخاصة بالسكر.
وفي
بعض الأحيان قد يظهر فحص الألبومين وجود هذه المادة في البول، وقد يكون في
الواقع بسبب عدوى، وسيكون على طبيبك مراقبتك في حال ظهور هذه المادة، بسبب إمكانية
حدوث ضرر كلوي خطير أو حتى فشل كلوي
على المدى الطويل، وتعتبر هذه الفحوصات أكثر أهمية إن كنت تعاني من ارتفاع في ضغط
الدم، فالأمران يميلان للتلازم معاً إذ إن للكليتين أيضاً دوراً في ضبط ضغط
الدم، وأظهرت الأبحاث أن ضبط الضغط بشكل دقيق لدى مرضى السكر يخفف أو حتى يمنع
من حصول ضرر
كلوي.
وهناك
مقياس آخر لكفاءة عمل الكليتين وهو معدل الترشيح الكبيبي المقدر، حيث تقاس
كمية الدم الذي تجري تصفيته وتنظيفه من الأوساخ في الدقيقة الواحدة،
أما وحدة القياس المستخدمة
فهي ميليلتر/الدقيقة، ويجري احتساب معدل الترشيح الكبيبي المقدر بفحص للدم
يقيس كمية الكرياتينين، وهي مادة تنتج خلال عمليات تكسير السكر في العضلات،
ويتم التخلص منها
بواسطة البول، ومع تراجع تصفية الكلية للدم تبدأ مستويات الكرياتينين فيه بالارتفاع.
ويعتبر
معدل الترشيح الكبيبي الذي يزيد عن 90 ميليلتر/الدقيقة هو المستوى الطبيعي بالنسبة
إلى الشباب ومتوسطي العمر،
في حين يعتبر الأشخاص الذين يقل عندهم المستوى عن 60 ميليلتر/الدقيقة
و/أو لديهم ارتفاع في مستوى الزلال في البول، مصابين بمرض الكلى المزمن، ويمكن
أن يشعر الأشخاص بصحة
جيدة إلى حين انخفاض معدل الترشيح الكبيبي إلى أقل من 30 ميليلتر/الدقيقة، وتعكس نتائج
فحص الزلال ومعدل الترشيح الكبيبي مدى كفاءة عمل الكليتين، وسيكون
الفريق المتابع لمرضك سعيداً
في إخبارك عن نتائج الفحوصات ويشرح لك ما تعنيه إن أردت ذلك.
وإلى
الوقت الحالي، يحتاج الأشخاص الذين يصابون بفشل كلوي إلى العلاج بواسطة
غسل الكلى أو بزراعة هذا العضو، لكن توجد حالياً بحوث كثيرة تهدف لمنع حدوث تضرر
للكلى، ما سيجعل يوماً ما غسل الكلى أو
زراعتها أمراً غير ضروري.
المثانة ومجرى البول
يقوم مرض السكر بإضعاف مناعة المريض بشكل كبير، مما يسهل
على البكتيريا ومسببات العدوى الأخرى أن تسبب العدوى في الجسم، وزيادة نسبة
الجلوكوز في البول تجعل منه بيئة غنية لانتشار البكتيريا؛ ولذلك يعد التهاب المثانة
وعدوى المسالك البولية من أكثر المضاعفات انتشاراً، وهي عدوى مؤلمة ومزعجة، ويمكن
أن تصير مشكلة صحية خطيرة إن انتشرت العدوى إلى الكليتين.
ومن
أعراض عدوى المثانة أو القناة البولية ما يلي:
- إلحاح مستمر وقوي للتبول
- شحور بالحرق عند التبول
- تسريب كميات صغيرة ومتكررة من
البول
- دماً في البول
- إخراج بول عكر أو كريه
الرائحة
- انزعاج في الحوض
- شعوراً بالضغط في أسفل البطن
- حمى منخفضة الدرجة
وفي هذه الحالة يقوم الطبيب بوصف المضادات الحيوية
المناسبة، ويجب عليك المحافظة على نظام علاجك والالتزام به، ومراقبة نسبة السكر في
دمك باستمرار، وإذا شعرت بأي من الأعراض السابقة فيجب أن تبلغ طبيبك على الفور،
وسيقوم بوصف العلاج اللازم.